بعد
قيام المؤسسة بتحليل البيئة الداخلية والخارجية، وقيامها بتحديد الفرص والتهديدات
في بيئتها، واكتشاف نقاط القوة والضعف الخاصة بها. تقوم المؤسسة باختيار استراتيجية
أو عدة استراتيجيات مناسبة لها وملائمة لإمكانياتها، بحيث تمكنها من تحقيق
أهدافها.
حيث
أن المؤسسة أما خيارات استراتيجية متعددة يتم الاختيار بينها حسب وضعيتها ووضعية
أنشطتها في السوق.
و
فيما يلي الإستراتجيات الهامة الممكن للمؤسسة تطبيقها، بدأ باستراتيجيات التنافس
لكوتلر، ثم تطرقنا للاستراتيجيات العامة للتنافي لبورتر وفي الأخير قمنا بوضع
البدائل الإستراتيجية للمؤسسة.
أولا: الاستراتيجيات التنافسية:
تتمثل أنواع الاستراتيجيات التي تعتمد عليها المؤسسة في
ظل المنافسة فيما يلي:
ـ إستراتيجية الرائد (La
stratégie de leader)
ـ
إستراتيجية المتحدي (La stratégie de
challenger)
ـ
إستراتيجية التابع (La stratégie de suiver)
ـ
إستراتيجية المتخصص (La stratégie de
specialiste)
1- إستراتيجية الرائد
في كل سوق توجد المؤسسة الرائدة والتي تبادر بتقديم
منتجات جديدة وتغيير الأسعار ولها نظام واسع للتوزيع وتقوم بحملات إعلانية
وترويجية بشكل واسع والتي تحاول كل المؤسسات الأخرى منافستها عن طريق تقليدها بطرح
نفس المنتج في السوق ولكي تتجنب المؤسسة الرائدة المنافسة من الغير وتحتفظ
بمكانتها في السوق لابد لها القيام بما يلي:
رفع الطلب الأول:
تنمية الطلب على
منتجاتها عن طريق الحصول على مستعملين جدد.
حماية حصة السوق:
عن طريق دراسة
المنافسين وتجديد المنتجات وتنويع أشكالها.
توسيع حصة السوق:
للتمكن من زيادة
أرباحها عن طريق توفير منتج جديد ذو جودة عالية وسعر معقول.
2- استراتيجية المتحدي
كل مؤسسة تحمل المرتبة الثانية، الثالثة والرابعة في
السوق تكون في وضعية المتحدي حيث تقوم باختيار الهدف وهو رفع حصة السوق على حساب
المنافسين الآخرين و ذلك باستعمال عدة طرق كمهاجمة الرائد لانتزاع بعض من حصته أو
مهاجمة منافسين لهم نفس المستوى معها ومحاولة إقصائهم، أو الهجوم على أي جانب في
قطاع معين أين يكون المنافس ضعيفا جدا.
3- استراتيجية
التابع
بعض المؤسسات التي هي في حالة "المتحدي" لا تختار
الهجوم على المؤسسة الرائدة، و ذلك انطلاقا من تحليل نقاط القوى وإمكانيات ردود
أفعال المؤسسة الرائدة، وفي هذه الحالة تعمل كل مؤسسة للحفاظ على وضعيتها في السوق
عن طريق الاحتفاظ بزبائنها و ولائهم لها، و عليها أن تتابع حركات السوق و كل
الظواهر والتغيرات الجديدة.
4- استراتيجية المتخصص
هناك مؤسسات تسعى من أجل الحصول على حصة صغيرة من السوق
بحيث تتخصص في مجال معين وتوجه كل جهودها إليه عن طريق تعريف المنتج وكل عناصر
المزيج التسويقي للزبائن.
و لنجاح أي مؤسسة في تخصصها في مجال معين يجب أن يتميز
هذا الأخير بالخصائص التالية:
ـ أن يكون ذو حجم كاف بالنسبة للقدرة الشرائية؛
ـ أن يحتوي على طاقة نمو كبيرة؛
ـ أن يكون مجال مهمل من طرف المنافسين؛
ـ إمكانية الدفاع عنه في حالة الهجوم عليه.
ثانيا: الاستراتيجيات العامة للتنافس
إن دراسة جوانب القوة والضعف في المنظمة تهدف أساسا إلى
محاولة زيادة قدرتها على المنافسة في الأسواق التي تعمل بها، والسؤال المهم هنا هو
كيف يمكن للمنظمة أن تحول جوانب القوة والضعف لديها إلى مزايا تنافسية تستطيع من
خلالها أن تواجه المنظمات المنافسة في الأسواق؟
إن واقع الحال يبين أن للمنظمة ثلاث أنواع من الاستراتيجيات
التنافسية التي يمكن استخدامها لمواجهة المنافسين.
1- استراتيجية القيادة في التكاليف
ترتكز هذه الاستراتيجية على تكلفة مدخلات الإنتاج مقارنة
مع المنافسين، والتي تعني تحقيق تخفيض جوهري في التكاليف الكلية لأي صناعة، من
خلال الاعتماد على مجموعة من الإجراءات الوظيفية الهادفة، فالتركيز في هذه الاستراتيجية
هو تقديم خدمة أو إنتاج منتج وبيعه في سوق يتميز بحساسية للسعر واهتمام به أساسي،
وقد يتحقق ذلك من خلال اكتشاف مورد رخيص للمواد الأولية، أو الاعتماد على تحقيق
وفرات الحجم الكبير، أي توزيع التكلفة الثابتة على عدد كبير من وحدات الإنتاج أو
التخلص من الوسطاء والاعتماد على منافذ التوزيع المملوكة للمؤسسة، أو استخدام طرق
للإنتاج والبيع تخفض من التكلفة، أو استخدام الحاسب الآلي لتخفيض القوى العاملة.
فنحن نرى
أن هذه الاستراتيجية تستخدمها المؤسسة وتركز على تخفيض التكاليف من أجل ضمان مركز
تنافسي قوي في الصناعة.
وما تصبو المؤسسة إلى تحقيقه من خلال إتباع إستراتيجية
الريادة في التكلفة يتوقف على هدف المؤسسة، فهناك بعض المؤسسات تسعى إلى تحقيق
عائد أكبر من استثمارها وزيادة مبيعاتها، ولكن أغلب المؤسسات تريد أن تكون قائداً
للسوق، وذلك عن طريق خفض الأسعار وتحقيق حصة كبيرة في السوق.
2- إستراتيجية التمايز
تستطيع المؤسسة أن تخلق لنفسها مركزاً تنافسياً مميزاً
(ميزة تنافسية) من خلال إيجاد درجة عالية من التمايز لمنتجاتها عن تلك التي يقدمها
المنافسون، ومثل ذلك التمايز يمكن المؤسسة من فرض السعر الذي تراه مناسباً، وكذلك
زيادة عدد الوحدات المباعة، وتنمية درجة عالية من ولاء المستهلك لعلاماتها، وهناك
وسيلتان لتحقيق هذا التمايز: الوسيلة الأولى تتمثل في محاولة المؤسسة تخفيض درجة
المخاطرة والتكلفة التي يتحملها المستهلك عند شرائه للسلعة، أمّا الوسيلة الثانية
فإنها تتمثل في محاولة المؤسسة خلق مزايا فريدة في أداء المنتج، عن تلك التي توجد
في منتجات المنافسين
فعند
إتباع المؤسسة لإستراتيجية التميز تقوم بتمييز منتجاتها عن منتجات المنافسين
ويشترط في هذا التميز أن يكون غير قابل للتقليد من طرف المؤسسات المنافسة على
الأقل في المدى القصير، وأن يستطيع المستهلك دفع ثمن هذا التمييز، وأن يكون
التمييز واضحاً للمستهلك ليفرق منتجات المؤسسة عن منتجات المؤسسات المنافسة، ويعود
عليه بالنفع على الأقل لمجموعة كبيرة من المستهلكين له.
والمؤسسة عند إتباعها إستراتيجية التميز تخصص مكانه هامة
لأحد عناصر المزيج التسويقي، واختيار عنصر من عناصر المزيج التسويقي يكون على حساب
نظرة المستهلك إليه بأنه الأهم ومن ثمة يمكن الوصول لتحقيق ميزة تنافسية، وتأخذ
إستراتيجية التمييز أشكال عدة منها :
- التصميم (شركة رولزرويس للسيارات مثلاً).
- النوعية (شركة مرسيدس للسيارات مثلاً).
- التقنية أي التكنولوجيا (شركة ماكنتوش لصناعة مكونات
الأجهزة الدقيقة مثلا).
- خدمات الزبائن (شركة جنرال موتورز مثلاً).
- شبكة الموزعين والباعة، وتوفير قطع الغيار الممتاز
والنوعية الجيدة للمنتجات، أي مجموعة متعددة من الأبعاد (شركة كاتربلرCartepiler لإنتاج الساحبات والمعدات الثقيلة مثلاً).
وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تقديم سلعة أو خدمة مختلفة
عما يقدمه المنافسون لتناسب رغبات واحتياجات المستهلك الذي يهتم بالتميز والجودة،
أكثر من اهتمامه بالسعر، ونواحي التميز عديدة ولا يمكن حصرها، أيضاً نظراً لتعدد
رغبات المستهلكين واختلاف احتياجاتهم، فالجودة وانخفاض تكلفة الصيانة وتعدد
إمكانيات تقديمه،ا أو سهولة استخدامها والحصول عليها، وتنوع طرق البيع، واختلاف
تسهيلات الدفع، ودقة مواعيد التسليم وسرعة تلبية الطلبات، أو غير ذلك من الخصائص
الفريدة التي لا تتوفر لدى المنافسين.
3- إستراتيجية التركيز
تعني إستراتيجية التركيز تقديم سلعة أو خدمة تشبع حاجات
قطاع معين من المستهلكين أو تخدم منطقة جغرافية محددة. و تسعى المنظمة هنا إلى
الاستفادة من ميزة تنافسية في السوق المستهدف من خلال تقديم منتجات ذات أسعار أقل
من المنافسين بسبب التركيز على خفض التكلفة أو تقديم منتجات متميزة في الجودة أو
المواصفات، أو خدمة العملاء... الخ.
و هناك بديلان لتطبيق هذه الإستراتيجية هما :
أ-
التركيز مع خفض التكلفة
: هي إستراتيجية تعتمد على خفض التكلفة للمنتج من خلال
التركيز على قطاع معين من السوق، و في هذه الإستراتيجية تركز المؤسسة أو وحدة
الأعمال على تحقيق ميزة تنافسية في قطاع السوق المستهدف تعتمد على التكلفة
المنخفضة.
ب-
التركيز مع التمايز
: هي إستراتيجية تعتمد على التمايز في المنتج و الموجهة
إلى قطاع مستهدف من السوق و ليس السوق ككل،أو إلى مجموعة من المشترين دون غيرهم ،و
حالة استخدام هذه الإستراتيجية تسعى المؤسسة إلى تحقيق ميزة تنافسية في قطاع السوق
المستهدف تعتمد على التمايز و خلق الولاء للعلامة.
ثالثا: البدائل الاستراتيجي
بعد الانتهاء من تحليل الموقف الاستراتيجي على مستوى
المنظمة أو وحدة الأعمال تتوجه المنظمة نحو توليد مجموعة من البدائل الإستراتيجية
المكنة على مستوى المنظمة ثم اختيار أفضلها في ضوء المتغيرات القائمة ،و سنتناول
في هذا المطلب أهم البدائل الإستراتيجية
التي تستطيع المنظمة من خلالها
تحقيق أهداف وحدة الأعمال الإستراتيجية.
1- استراتيجيات النمو
و نعني بها زيادة ملحوظة في بعض أهداف الأداء التي تضعها
المنظمة و التي عادة ما تكون نمو المبيعات أو حصة المنظمة في السوق و ذلك بمعدل
أعلى من الزيادة العادية التي كانت ترافق الأهداف في الماضي، ويعتبر النمو أكثر الإستراتيجيات اعتمادا من قبل المنظمات، و النمو
دليل على النجاح المتجسد في استمرارية الزيادة في المبيعات و في الاستفادة من
منحنى الخبرة لخفض تكلفة الوحدة الواحدة من المنتج المباع و بالتالي زيادة
الأرباح.
و يمكن للمنظمة أن تنمو داخليا و خارجيا، و يتحقق النمو
الداخلي من خلال التوسع في عملياتها الإنتاجية محليا أو دوليا ،كما يتحقق النمو
الخارجي من خلال الاندماجات والاستحواذ و التحالف الإستراتيجي، وتستخدم المنظمات
إستراتيجية النمو لسببين رئيسين هما :
ـ كلما نمت المنظمة أصبحت قادرة على استغلال مواردها
العاطلة و التي يمكن استخدامها لمعالجة سريعة للمشكلات و الصراعات بين الإدارات و
الفروع؛
ـ يساهم النمو في إيجاد فرص الترقي و الصعود في المنظمات
كما يساهم في جلب المستثمرين المحتملين الذين يميلون إلى النظر إلى المؤسسات
النامية، كما أن المنظمات المتنامية من الصعب الاستحواذ عليها بالمقارنة مع
المنظمات الصغيرة أو الثابتة.
و يوجد لدينا إستراتيجيتين أساسيتين للنمو و هما :
أ-
إستراتيجيات التركيز
: التي تشير إلى تركيز إمكانيات المنظمة في مجال محدد تتخصص فيه فتنتج نوعا
واحدا من المنتجات أو تتخصص في خدمة نوع معين من العملاء.
ب-
إستراتيجيات التنويع
: التي تشير إلى اعتماد المنظمة على تقديم تشكيلة من
المنتجات و هي عكس إستراتيجية التركيز .
2- إستراتيجية الاستقرار
يقصد بإستراتيجية الاستقرار تلك الإستراتيجية تلك
الإستراتيجية التي بمقتضاها تستمر المنظمة بخدمة عملائها بنفس الطريقة التي خدمتهم
فيها في الماضي، ففي ظل هذه الإستراتيجية يظل كل شيء على حاله:منافذ التوزيع،
القطاع المستهدف، معدل النمو، دون أي تغيير.
و بالرغم من أن الاستقرار قد يبدو أحيانا أنه لا يمثل
إستراتيجية ،لكن يمكن أن يكون ملائما لشركة ناجحة تعمل في بيئة مستقرة نسبيا ،و من
الأسباب التي تدعو المنظمة إلى اعتماد هذه الإستراتجية ما يلي :
ـ رضا المنظمة عن أدائها الحالي لذا تفضل عدم تغيير
توجهها الاستراتيجي ؛
ـ عدم ميل المنظمة
إلي مستوى عالي من المخاطرة .
ـ عدم إدراك التغيرات البيئية بصورة مستمرة.
و من بين الإستراتيجيات التي تنطوي عليها إستراتيجيات
الاستقرار و الأكثر إستخداما هي :
أ-
إستراتيجية التوقف
: هي إستراتيجية مؤقتة تأخذها المنظمة كفترة راحة أو فرضية
للتريث قبل الاتجاه إلى اختيار إستراتيجية النمو أو إلى التقليص من أنشطتها.
ب-
إستراتيجية عدم التغير
: وفق هذه الإستراتيجية تستمر المنظمة بنفس أسلوبها السابق
أي عدم تغيير أي شيء جديد.
ج-
إستراتيجية الربح
: تتلخص هذه الإستراتيجية بعدم القيام بأي شيء جديد في
الوقت المتزايد و هي محاولة ادعاء الأرباح عند تناقص المبيعات و ذلك من خلال تخفيض
الاستثمار و النفقات الجارية قصيرة الأجل لتحقيق الاستقرار لأرباحها خلال الفترة
التي تتعرض فيها للمشكلات.
3- إستراتيجيات
الانكماش
الانكماش هو أحد الإستراتيجيات التي تتبع لمواجهة أزمات
طارئة تأمل المنظمة في مرورها، و معنى الانكماش هو محاولة تخفيض عناصر التكلفة
للبقاء في الصناعة لمدة أطول ومواجهة كساد مؤقت ،يتم ذلك أحيانا بتخفيض التكلفة أو
تصفية وحدة أعمال معينة.
و يمكن أن نحدد أهم الأسباب التي تقود إلى اعتماد
إستراتيجية الانكماش و هي :
ـ الظروف الاقتصادية؛
ـ ضعف الكفاءة التشغيلية و الإنتاجية.
و أهم أنواع إستراتيجيات الانكماش :
أ-
إستراتيجية الالتفاف:بموجب هذه الإستراتيجية تعمل المنظمة على تحسين الكفاءة
في أداء العمليات (الكفاءة التشغيلية)عندما تلاحظ المنظمة نفسها تعاني من الترهل.
ب-
إستراتيجية الشركة الأسيرة: يقصد بها قيام الشركة ببيع معظم منتجاتها إلى زبون واحد
و يعني ذلك التخلي عن الاستقلالية في التبادل بغرض الأمان.
ج- إستراتيجية
التصفية: و هي إستراتيجية
الخيار الأخير عندما يكون البديل الوحيد إنهاء الأعمال وإعلان الإفلاس و هو من
الخيارات الصعبة.
نستنتج أن الإستراتيجية هي الطريقة التي تمكن المؤسسة من
تحقيق أهدافها، حيث تعتمد عليها المؤسسة آخذة بعين الاعتبار وضعيتها التنافسية،
كما أن عملية اختيار إستراتيجية تنافسية غير سهل لكنه الطرق الإجباري في أي قطاع
للحصول على ميزة تنافسية.



المرجع بليز
ردحذف