في دول الديموقراطية الشكلية، الأكيد أن الاعلام فيها سيكون كحال الديموقراطية، شكلي بطبيعة الحال وان كان في ظاهره متعدد، كحال الأحزاب التي تلعب لعبة التعددية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو الدور الذي يلعبه الاعلام الشبه متعدد في دولة شكلية الديموقراطية؟
هذا السؤال يجب أن يجيب عليه المختصون في علم الاجتماع والاعلام والاتصال، لكن هذه السطور ستحاول ان تطرح وجهة نظر مغايرة في الاعلام الشبه المتعدد، ..
أحد أهم الوظائف التي يقوم بها الاعلام الشبه متعدد، هي وظيفة تريد القلوب، أو ما ينطق بالعامية " بردولي أو بردلي قلبي" .....
كثيرا ما نشاهد في المقاهي أعين الناس معلقة بتلفاز في الحائط يبث حصة تهكمية أو سياسية فيها السب والشتم والصراخ والعويل والندب وسب السلطة وسب الوالي ورئيس الحكومة وإتباعها بالأوصاف التي لا تليق، والتهكم عليهم، فنعتقد أن القناة قناة حرة ووجب وصفها بالمصداقية لأنها تبث برامجها وتتكلم بحرية كبيرة وتستقبل ضيوفا من كل الأصناف من المعارضة، من المناصرة، من الشياته، .... لكننا لا ننتبه الى جمل تصدر منا، لأنها أصبحت من العادة، هذه الجملة "والله غير بردلي قلبي"....أو بالأحرى "والله غير الشيخ النوي... بردلي قلبي فيهم"...وهذا الحال بالنسبة للقنوات " النهار اليوم بردولي قلبي في فلان وعلان..." ..."الفهامة اليوم بردولي قلبي في المير في الوزير...في الوالي....".
ماذا يعني هذا، يعني أننا نحن الغاشي في الدولة الشبه ديموقراطية قلوبنا تغلي من الأوضاع التي آلت إليها البلاد، الولاية، البلدية، الدوار، ولا داعي لذكر أمثلة فالمشاكل لا تعد ولا تحصى ....فكل شيء يغلي الدم ويخلي القلب معمر، ليأتي دور الاعلام في عملية تبريد القلوب، فيعبر عما بداخلنا بأسلوب تهكمي، أو بحصص الشتم والسب واللعن، لنخرج بعدها فرحين مهللين..:"والله بردونا قلوبنا"،... "وننسى في المقابل أننا صرنا "باردين لقلوب"، والكل يعرف معنى " يا بارد القلب" فهي تطلق لمن لا يملك قلبا أو قلبه ميت " حجرة"،... والفاهم يفهم...
أيضا من الوظائف الأخرى للإعلام " تعمار القلوب"، ..."يخرجلك فادك"، وهي طريقة تستخدم من أجل شحن "الغاشي" وتوجيهه نحو فعل معين، غالبا ما تكون في شكل أعمال عنف يراد من ورائها تحقيق أهداف معينة،....
يا أخي لا تكن ساذجا "فيبردولك قلبك"....."فتصبح بارد قلب"، ...ولا فارغا "يعمرولك قلبك"، كن واعيا بما يدور حولك....."لست بالخب ولا الخب يخدعني" ....
..............تبقى وجهة نظر


0 Comments:
إرسال تعليق