جديدنا

Ads

الهوية الجزائرية..........؟




  إن الحضارات ما هي إلا امتداد من الماضي إلى الحاضر مع رؤية دقيقة للمستقبل، كما أن أي حضارة لها ميزات خاصة تستمدها من تراثها الثقافي وتاريخها وتركيبة مجتمعاتها، والدول اليوم ما هي إلا محاولات في طريق الحضارة، منها من قطعت أشواط كبيرة في التحضر ومنها من بقيت تتغنى بماضيها الزاهر مع حاضر فاتر ومستقبل غامض وهو حال أغلب دول العالم الإسلامي إذا استثنينا ماليزيا وتركيا.
  وإذا تمعنا في مركبات الحضارة فنجد للهوية الوطنية دورا كبيرا في تحديد معالم حضارة بلد ما، فهاهو الفرنسي يعتز بفرنسيته وببلده وهويته وبتاريخ بلده بالرغم من الشائبات التي تحوم حول هذا التاريخ، بل بالعكس وصل بهم الاعتزاز الى سن قوانين تمجد الاستعمار وتعتبره نقل للحضارة للضفة الأخرى، وكذلك الخال بالنسبة للانجليزي والألماني والصيني والياباني وحتى الأمريكي الذي لا يملك تاريخ مميز فهو يعتز بهويته ووطنيته، وإذا رجعنا الوراء فان جل الحضارات السابقة بنيت على هوياتها الحقيقية لا المستوردة، فالبابلية واليونانية والرومانية والفارسية كلها مبنية على أسس محلية سواء كانت عقائدية أو جغرافية أو حتى لغوية وعرقية.
وبالرجوع إلى أعظم حضارة في التاريخ وهي الحضارة الإسلامية فهي بنيت على أساس ديني محض، دين وحد العديد من الأجناس والأعراق وحطم الكثير من الخرافات البالية وأخرج العرب من تخلفهم وجعلهم يقودون أعظم حضارة في التاريخ ان لم نقل الحضارة المتكاملة الوحيدة، فما هو سر نجاح هذه الحضارة؟.
 إن من أسباب نجاح الحضارة الإسلامية هي المقومات التي جاء بها الإسلام والمبنية في الأساس على الجانب الأخلاقي الذي كان عامل نهاية وزوال باقي الحضارات، هذا الجانب الذي ساوى بين الفقير والغني، بين العربي والعجمي، هذا الدين الذي وحد بين كل الأعراق والجنسيات التي كانت تتصارع من قبل وجعل الهوية الوحيدة التي يفتخر بها الجميع هي الهوية الإسلامية، وعمرت هذه الحضارة الى أن تناسى أصحابها هذه الهوية واتبعوا شهوات الدنيا وحب الملك وعودة التعصب القبلي والعرقي الذي قضى عليها الإسلام والنتيجة كانت أفول الحضارة الإسلامية.
  ولازلنا إلى يومنا هذا نتخبط في التخلف واللاحضارة نتيجة مواصلتنا في دعم أسباب التخلف والتشجيع عليها، مازلنا ننكر إن الفضل في تطورنا ذات يوم كان للإسلام ولن يعود سؤددنا إلا بالعودة إلى الإسلام والهوية الإسلامية، مازلنا نبحث عن هوية نلبسها ونرفض لبس هويتنا الإسلامية، بل العكس أصبحنا نحارب كل ما من شأنه إعادتنا إلى هذه الهوية بداعي التخلف.

   هانحن اليوم نحتفل بمرور خمسين عاما على استقلالنا الحسي عن فرنسا لكن هل  حقا نلنا استقلالنا هل حقا نملك هوية جزائرية حتى لا نقول اسلامية، من نحن؟...يكفي ان تتجول لمدة ساعة في الجزائر العاصمة والعاصمة مرآة الدولة حتى تعلم اننا شعب بدون هوية، فلا اللباس لباس جزائري ولا الحلاقة حلاقة جزائرية ولا المطاعم مطاعم جزائرية (fast food)، ولا اللسان لسان جزائري فاللغة الغالبة فرنسية، ولكن اذا سلمنا باننا بهوية فرنسية هل نحن فرنسيون حقا، فلا العادات فرنسية وحتى الارض.......يتبع
Share on Google Plus

About فاروق

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.

0 Comments:

إرسال تعليق