هل المال يبني الدول؟...هل المال يصنع الحضارات؟....
هل يمكن طرح هذا التساؤل، وهل تنطبق النظرية المادية التي تقول بالمال تشتري كل شيء حتى السعادة على حال الدول والحضارات...؟
إن المتتبع لمسار الحضارات الماضية والحالية وكذا سيرورة الدول المتطورة والمتخلفة يمكنه الإجابة ببساطة على هذا التساؤل، فالحضارات تقوم على عناصر ثلاثة كما عددها الأستاذ مالك بن نبي، الإنسان، الأرض، والوقت ولا تجد بين هذه العوامل أي أثر للمال، فهذه العوامل هي عوامل بناء أما المال فهو النتيجة المتحصل عليها من خلال الاستغلال الأمثل لهذه العوامل، وهذا ما أدركته الدول المتطورة ومن قبلها الحضارات الكبرى، استغلت طاقاتها البشرية، وجعلت من الوقت شيئا مقدسا، واستغلت أيضا كل شبر من أراضيها فكانت النتيجة ثروات كبيرة وتقدم في شتى المجالات.
أما الحال بالنسبة للدول الغنية الفقيرة المتخلفة التي ابتليت بالثروات الطبيعية كالبترول والغاز والمعادن ، فهي تسير عكس التيار، هذه الدول تعتقد أن بفضل المال الذي تجنيه من هذه الثروات الزائلة يمكنها شراء الحضارة وبناء دولة متطورة، وهي اليوم تستهلك ما تنتجه الدول المتقدمة، ولا أجد تفسيرا لسياسة هذه الدول هل تعتقد بتصرفها هذا أنها أذكى من الغرب...بل هذا يثبت غباءها وغباء حكامها، والأدهى والأمر أنها تكون إطارات وتخسر الملايير في تكوينهم ثم تقدمهم على طبق من ذهب للغرب من اجل استغلالهم.
وكثيرا ما أقف عند النموذج الياباني الذي بالكاد تملك أرضا وهذه الأرض زلزالية بركانية، ضف إلى ذلك خروجه من الحرب العالمية الثانية محطمة مدمرة مفروض عليها شروطا تعجيزية، ومع هذا استطاعت هذه الدولة أن تبني نفسها وتبني اقتصادها ليحتل المراتب الأولى من بين أفضل اقتصاديات العالم في فترة وجيزة وأقل بعشر مرات من فترات حكم فراعين العرب الذين برغم الخيرات التي تكتنزها بلدانهم الى أنهم لم يحققوا واحد من الالف مما حققته اليابان، ولا يجب أن ننسى الدرس التركي، ففراعيننا أغبياء كان بإمكانهم تقديم الكثير لبلدانهم ولأنفسهم معا ويفوزوا برضا ربهم وشعبهم ولكن غلبتهم أنفسهم وأوردتهم المهالك...
وخلاصة القول أن الدول والحضارات الناجحة هي التي تصنع الثروة...لا الثروة من يصنع الدول والحضارات...
ورقة أخرى تسقط...في انتظار ورقة أخرى تخلفها لعلها تكون أحسن...... 


0 Comments:
إرسال تعليق